ألم الولادة هو أبرز مخاوف السيدات الحوامل خاصة لدى الحوامل الجدد، إذ تعد آلام المخاض من أقسى اللحظات التي تمر بها كل أم أثناء خروج طفلها مصدر بهجتها إلى النور بعد تحمل معاناة وتعب فترة الحمل مما يعكر صفاء تلك اللحظة المنتظرة، لكن مع إيجاد وسائل طبية حديثة للتغلب على ألم الولادة أصبح بإمكان كل أم أن تعيش متعة استقبال طفلها بكل سرور دون ألم.
بداية دعينا نتعرف على ما هي الولادة بدون ألم؟
ما هي الوسائل المتبعة للتغلب على آلام الولادة؟
الولادة بدون ألم هي الولادة سواءً الطبيعية أو القيصرية مع استخدام وسيلة لتخفيف الألم أو إزالته نهائيًا في أثناء الولادة أو بعدها باستخدام تقنيات حديثة وملائمة يحددها الطبيب المعالج وطبيب التخدير بما يتناسب مع حالة كل سيدة حامل وحالة الجنين الصحية أيضًا.
الطرق المستخدمة في الولادة بدون ألم:
يمكن استخدام المسكنات التي تخفف الإحساس بالألم عند حدوث انقباضات الرحم في الولادة الطبيعية قبل الولادة مباشرةً.
حقنة الايبيدورال Epidural block:
(حقنة الظهر) أو ما يعرف بتخدير فوق الجافية إذ تمرر قسطرة رفيعة متصلة بمضخة بين فقرات العمود الفقري وتحقن فيها المادة المخدرة قبل توقيت الولادة بمدة محددة مما يسبب تخدير النصف الأسفل من الجسم مع إبقاء الأم في حالة اليقظة أثناء نزول الطفل.
ينبغي على الأم إجراء تمرينات النفس التي يوصى بها طوال فترة الحمل وتنفيذها عند حدوث الطلق قبل الولادة.
أما في حالة الولادة القيصرية لا تشعر الأم بآلام الولادة مدة 3-4 ساعات بعد العملية، إذ تكون الأم تحت تأثير التخدير العام أو النصفي (يفضل إجراء عملية الولادة القيصرية بالتخدير النصفي لسلامة الأم والجنين).
تتميز الولادة باستخدام وسيلة الايبيدورال بإمكانية إعطاء الأم جرعة إضافية من المخدر بعد الولادة عند الحاجة مع الحفاظ على وعي الأم ولكن قد تسبب بعض المخاطر مثل انخفاض ضغط الدم وصداع قد يستمر لعدة أيام بعد الولادة ويمكن التغلب عليه بتناول الأدوية المسكنة.
الولادة بدون ألم باستخدام حقنة تاب بلوك TAP) block):
هي مخدر موضعي يحقن في النسيج الضام لعضلات البطن بهدف تخدير الأعصاب الموجودة في هذه المنطقة بعد الانتهاء من عملية الولادة القيصرية، حيث يستخدم طبيب التخدير الموجات فوق الصوتية في تحديد مكان حقن إبرة المخدر إلى المنطقة المستهدفة حول جرح العملية، توفر هذه الطريقة التغلب على الألم بعد الولادة مدة ٢٤ ساعة.
تعد هذه الطريقة آمنة نسبيًا لكن قد تسبب بعض المضاعفات غيرالشائعة منها رد فعل تحسسي بسبب المخدر أو إصابة الأعصاب والأوعية الدموية وبعض أعضاء التجويف البطني مثل الكبد والطحال وأحياناً أخرى تحدث عدوى في موضع الحقن.
استخدام جهاز التحكم الذاتي بمسكن الألم: PCA (Patient-Controlled Analgesia)
تعد هذه الطريقة من أحدث التقنيات الحديثة المستخدمة في تسكين آلام الولادة القيصرية، حيث يتكون جهاز PCA من مضخة تحتوي على مجموعة من المسكنات القوية المخدرة مثل المورفين و هيدرومورفين والفنتانيل، ثم توضع في يد المريضة وتعمل عبر التسريب الوريدي مما يتيح للمريضة الحصول على جرعة إضافية في وقت معين بضغطة زر.
تسكين الألم لمدة تتراوح بين يومين لثلاثة أيام من أبرز مميزات استخدام جهاز PCA, كما يساعد على التخلص من آلام الجسم عامةً بما فيها تقلصات الرحم إلى جانب ألم الجرح القيصري.
يمكن التحكم في جرعة المسكن المطلوبة حيث تشمل المضخة تقنية وقائية لتجنب تجاوز الجرعة ولا تحتاج إلى مهارة خاصة لاستخدامها إذ يكفي الضغط على الذر ليبدأ المسكن في التسرب عبر الوريد.